منتدى ابناء جبال النوبة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ابناء جبال النوبة

منتدى ابناء جبال النوبة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ابناء جبال النوبة

لا ادري كم سأعيش,ولكن ارجومن اربي ان امنح احدهم الراحه سواء بعمل طيب او ابتسامه او او كلمة او وان افعل ما استطيع لتسهيل امورهم اريد فقط القيام بدوري وان ارجع لهم الابتسامه مرة اخري عندها سيكون لحياتي معني ساعيش ماستطعت ان اعطي واعطي واعطي

نبذل قصارى جهدنا فى خدمة البلد وخدمتكم ايضااااا تواصلو معنا وشاركونا اراءكم ومقترحاتكم ويكفينا فخرااااا مساهمتكم معنا ......

صور حصرى للجبال

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة

» المصطلحات السياسية العالمية
                         النوبة المكان والزمان Emptyالإثنين يناير 19, 2015 2:57 pm من طرف مديرالمنتدي

»  النوبة المكان والزمان
                         النوبة المكان والزمان Emptyالثلاثاء يناير 14, 2014 8:23 pm من طرف مديرالمنتدي

» راى اخر حول النوبة
                         النوبة المكان والزمان Emptyالسبت يناير 04, 2014 11:49 am من طرف مديرالمنتدي

»  من هم النوبة
                         النوبة المكان والزمان Emptyالسبت ديسمبر 21, 2013 11:19 am من طرف مديرالمنتدي

أبريل 2024

الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني


انشاء منتدى مجاني




    النوبة المكان والزمان

    مديرالمنتدي
    مديرالمنتدي


    عدد المساهمات : 9
    تاريخ التسجيل : 23/11/2013
    العمر : 34
    الموقع : السودان

                             النوبة المكان والزمان Empty النوبة المكان والزمان

    مُساهمة من طرف مديرالمنتدي الثلاثاء يناير 14, 2014 8:23 pm

    استخدم لفظة "النوبا" لوصف الزنوج القاطنين في الرقعة الجغرافية المعروفة حالياً – ومن قبل- بجبال النوبا في القطاع الجنوبي الشرقي، من إقليم كردفان بجمهورية السودان. وإذا استقرأنا جغرافية وطبوغرافية منطقة جبال النوبا: تقع منطقة جبال النوبة بين خطي الطول 29 – 31 وخطي العرض 10 – 12 وتغطي مساحة تبلغ حوالي 82 ألف كلم2، أي ما يعادل مساحة دولة الإمارات تقريباً. وهي تبعد عن الخرطوم –العاصمة القومية- بنحو 400 كلم، وتعتبر المنطقة جغرافياً في مركز الدائرة بالنسبة للسودان، ومنطقة تماس قبائلي، بين الشمال والجنوب، وتجاورها 5 ولايات، من الجنوب ولاية الوحدة الغنية بالنفط، ومن ناحية الغرب ولاية جنوب دارفور، الغنية بالثروة الحيوانية، ومن ناحية الشرق الحدود الغربية لولايتي النيل الأبيض، وأعالي النيل، حيث المشاريع الرئيسية لإنتاج الحبوب الغذائية، وتحدها شمالاً ولاية شمال كردفان، المركز الرئيسي لإنتاج وتسويق الصمغ العربي، وخلال سهول الولاية يمر خط أنابيب نقل النفط من حقل هجليج (ولاية الوحدة) مروراً بمدينة الأبيض إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر. ومنطقة جبال النوبة أرض طينية، تتخللها سلسلة عنقودية تتكون من 99 هرماً من الجبال المتفرعة، ويتفاوت ارتفاعها من 500 إلى 1000 متر فوق سطح السهول المحيطة بها، وتشكل قمة جبل مندي، بالقرب من مدينة رشاد أعلاها (4790 قدماً فوق سطح البحر). وتتصف بأنها منخفضة الرطوبة، ويمتد موسم الأمطار فيها من منتصف شهر مايو إلى منتصف أكتوبر، ويتراوح متوسط معدل هطول الأمطار من 600 إلى 800 ملم، مما يسمح بالرعي والزراعة المطرية الموسمية. كما تغطي المنطقة شبكة من الموارد المائية السطحية (خور أبو جبل وأودية القلة وشلنقو، خزان الميري، وأخوار العباسية والكري والعواي، وبحيرات كيلك وأبيض)، وتنتشر فيها الآبار الجوفية غير العميقة.
    وتستخدم لفظة "النُّوبيّيُن" لوصف أهل شمال السودان، حتى جنوب أسوان في مصر، أولئك الذين حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم التليدة، على الرغم من قساوة التاريخ والجغرافيا عليهم. فقد ذهب المؤرخون في تعريف كلمة "نوبة" مذاهب شتى واتخذوا في سبيل ذلك طرائق متعددة، فمنهم من قال: أن الكلمة مشتقة من لفظة "نوب" (Nub)، التي تعني الذهب في اللغة الفرعونية القديمة، فما زالت هنالك أسرة في مدينة الدلنج، تحمل الاسم "سرنوب" أي سوار الذهب، كما عربها النوبيون أهل الشمال. ومن قال أن: الكلمة انحدرت إلينا عن طريق الكلمة القبطية (Anouba or Anobades) بمعنى يُضفِر، وفي هذه الحالة يكون معنى (نوبة) أو (نوبا)، ذو الشعر المضفر أو المجعد (د. شوقي الجمل – تاريخ سودان وادي النيل: حضارته وعلاقاته بمصر – الجزء الأول، القاهرة، 1969م).
    كما أن هنالك رأياً يقول أن كلمة "نوباتا" مشتقة من العاصمة نبتة "Napata"، كما أن هنالك تكهناً، بأن الكلمة، ربما اشتقت من لفظة "Nubile" التي تعني في الإنجليزية الفتاة البالغة سن الزواج، ومن المعروف أن الإغريق استخدموا النوبيات كجواري في المنازل، بعد السبي والاسترقاق، ومهما يكن من أمر، فقد جاء العرب، وأطلقوا اسم "النُّوبة" عليهم، كما أطلقوا اسم "المريس" (Nubile) على إقليم النوبة بين أسوان ودنقلا. استخدم مصطلح النوبا، أحياناً ليدل على سكان منطقة جبال النوبا الذين يبلغ مقدارهم نحو 1.5 مليون نسمة، لم يتجاوز 45% منهم سن 15 عاماً بعد. وتسكن المنطقة أكثر من 24 قبيلة متداخلة جغرافياً واجتماعياً، ويشكل النوبة 90% من سكانها، بينما ينتمي الآخرون، والذين يشكلون 10% الى قبائل البقارة (رعاة الأبقار)، وبصورة رئيسية إلى الحوازمة والمسيرية، وأولاد حميد، ومجموعات وافدة من السودان الغربي (الداجو والفلاتة)، وهناك قطاع صغير نشط من التجار، ذوي الأصول العربية، الذين يطلق عليهم اسم "الجلابة".
    إن مصطلح النوبا، يشير إلى تداخل مُحير، من المجموعات السلالية، لم يستقر بعد تصنيف الباحثين والدارسين لهم, ولقد استطاع باحث اللغات والمبشر البريطاني/ رولاند ستيفنسون، من دراسته للمنطقة، والتي استمرت 3 عقود من الزمان، تحديد أكثر من 50 لغة ولهجة (رطانة) متقاربة، تنتمي إلى 10 مجموعات رئيسية، تضم كل منها مجموعة من القبائل التي تتشابه في لغاتها وموروثاتها. ولقد أشار العديد من الدارسين إلى أن مصطلح "النوبا" يعتبر تصنيفاً غريباً، استخدم لوصف كل سكان منطقة الجبال، باعتبارهم أفارقة "زنوجاً"، في مقابل البقارة "العرب"، ولكن عندما يستخدم النوبا، هذا الاسم لوصف أنفسهم، فإنهم يستخدمونه بشكل مختلف، يتعلق بإظهار ذاتيتهم وهويتهم، ومن جهة أخرى، يعتقد بعض آخر بأنهم يرتبطون عرقياً بمجموعات في غرب أفريقيا (الوجيز في جغرافية السودان الإقليمية – هنري رياض وآخرون 1974م)، وآخرون يرجعون أصولهم إلى انهيار مملكة كوش في شمال السودان، وتفرق مجموعاتها السكانية في جميع أنحاء البلاد، بما فيها جبال النوبا. بل يؤكد باحث ينتمي إلى قبائل النوبا أنهم أحفاد تهراقا وبعانخي، وأنهم ينحدرون من صلب الحضارة النيلية، التي قامت خلال القرن التاسع قبل ميلاد المسيح (الباحث: لازم سليمان- الدور المهمل للنوبا- النفير- المجلد4 – العدد 4 فبراير 1999م)، بينما يذهب باحث، ينتمي إلى قبيلة الشلك، وهو الدكتور/ والتر كوا ينجوك،إلى أن منطقة جنوب كردفان كانت تحت حكم السلطان الروحي والسياسي (رث) لقبيلة الشلك، واعتبرها امتداداً عرقياً وثقافياًَ لها، وبذلك يدلل على تبعيتها تاريخياً إلى جنوب السودان.
    وعلى الرغم من المشكلة، التي تنبع من استخدام المصطلح، يمكن الافتراض، على نحو معقول، أن المجموعة العرقية، التي تمثلها قبائل النوبا في الوقت الحاضر، كانت واسعة الانتشار في مناطق ولايتي شمال وجنوب كردفان. لكنها أجبرت، بعد الزحف المتواصل للقبائل ذات الأصول العربية نحو الجنوب والغرب على التراجع إلى الجبال، حيث تتوفر المياه ويسهل التحصن من الغزوات. وكما ذكر الباحث والإداري البريطاني هارولد ماكمايكل: "في الأزمنة الغابرة ولآلاف السنين من بعدها، يغلب الظن أن أسلاف النوبا، كانوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من البلاد التي يطلق عليها الآن اسم كردفان، ما عدا الاجزاء الشمالية التي تغلب عليها الصحراء. ولقد تعرض النوبا لهجمات غيرها من القبائل الداخلية، وأخيراً من العرب الرحل مما جعلهم يلتجئون إلى الجبال في جنوب كردفان"
    وتتفرع قبائل وعشائر النوبا، حسب الحيز التي تقيم فيه، إلى مجموعات تختلف لغة وثقافة عن بعضها. إن النكبات المتعاقبة منذ فجر التاريخ، جعلت إثنية النوبا، تسافر بين احتراق الدم ومسارات الخوف، فارضةً قدراً مشتركاً، لسكان هذه المنطقة، مما أفضى إلى تطوير شكل من أشكال الوحدة الفضفاضة، وإلى نمو الشعور لقومية "نوباوية" مشتركة بينهم. إن تجاربهم التاريخية المشتركة، تجاه غزوات الاسترقاق العثماني (التركي)، ثم مقاومتهم لسيطرة الاستعمار البريطاني، ورفضهم لهيمنة واستغلال الحكومات الوطنية، منذ فجر الاستقلال، واستعلاء الأثنيات الأخرى المشاركة لهم الأرض والمعاش، بالإضافة إلى وجود سمات ثقافية نوباوية مشتركة وجامعة، هي التي تسمح للباحثين والمعلقين الآن بالحديث عن "شعب نوباوي" واحد. وبالتالي فإن الهوية النوباوية، يمكن تعريفها ذاتيا،ً كتمايز مضاد لعرب البقارة في مناطق كردفان ودارفور (بوصفهم غير نوبا)، كما تتحدد موضوعياً، بما يشغلون من حيز جغرافي مشترك، وما يتميزون به من قيم ثقافية متشابهة ونشاط اقتصادي متماثل (بوصفهم نوبا).
    إن خير دراسة علمية، أُخرِجت للناس، هي التي قام بها الدكتور/ ناديل، في الفترة بين 1938م – 1941م، في جبال النوبا، وقد غطت الدراسة عشر مجموعات نوباوية، مع التركيز على قبائل هيبان، عطورو، ويترا. هذه الدراسة قد تمت بدعوة، من السير/ دوقلاس نيو بولد، حاكم كردفان آنئذٍ، للدكتور/ ناديل، لإجراء بحث أنثروبولوجي، لمجموعات النوبا في جنوب كردفان، وإبراز طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، التي تعيشها هذه القبائل، وقد قسم د. ناديل –لاعتبارات عملية- القبائل النوباوية إلى مجموعات ثقافية مستخدماً المعايير الثلاثة الآتية:-

    1. التركيب الأسري،:
    أي حسب الانتماء من ناحية الأب أو الأم.

    2. طبيعة العشيرة :
    قوة وضعف "التكافل الاجتماعي".

    3. الاعتقاد بوجود:
    أو غياب عالم الآلهة، وأرواح السلف في المسائل الدينية.

    ويعيش في منطقة الجبال، بالإضافة إلى النوبا، بعض المجموعات العربية – أو هكذا تطلق على نفسها- مثل المسيرية، والحوازمة، وأولاد حميد، وتنتشر في المنطقة كذلك أقلية من الفلاتة، ويقطن منطقة آبيي دينكا نقوك، الذين اتبع البريطانيون إدارتهم إلى كردفان (جنوب كردفان حالياً) منذ العام 1905م، وباتت تشكل مشكلةً، في الصراع الدموي الدائر بين الشمال والجنوب. كما اقتطع البريطانيون منطقة المجلد -موطن دينكا نقوك، تحت كبيرهم ملوال كيريجي- ومنحوها للعرب المسيرية الزرق والحمر. أما المسيرية الزرق، فموطنهم حول جبل السنوط والمفرع، وينقسمون في كردفان إلى: أولاد أم سليم، والخزايا، والديراوي، وأولاد أبو نعمان، وأولاد هيبان، وقد دخلوا في نزاع مع قبائل كردفان "النوباويَّة"، بغرض التوسع. وينقسم الحمر إلى فرعين أساسيين: الحمر العجايرة، والحمر الفلايتة، وموطن الحمر بين البركة وشكا، ومن مراكزهم الأضية وأبوقلب، وفي فصل الدرت، يقيمون في منطقة المجلد.
    أما الحوازمة، فتقع منطقتهم إلى الشرق من الدلنج في جهات السنجكاية، وأم علواك، وبعض القرى بالقرب من كادقلي. وتنقسم قبيلة الحوازمة إلى ثلاثة أقسام: عبد العلي، حلافة، والرواوقة، ونتيجة لتوغلهم في جبال النوبة، فقد اختلط بعضهم بشعب النوبا، حتى إن بعضهم يسمى أولاد نوبا، وأخذوا كثيراً من أسماء النوبا "كوكو مثلاً"، وبعضاً من عاداتهم وثقافتهم، مثل المصارعة، ورقصة الكرنق. أما أولاد حميد فموطنهم حول تقلي، ويقولون أن: جدهم بابكر العباس من الجعليين، الذين نزحوا إلى كردفان في حوالي منتصف القرن الثامن عشر، حيث أقام في منطقة بين الرهد وشركيلة وفي جنوب غرب تقلي.
    أما الفلاتة، فهم في الأصل نيجيريون، حضروا طوعياً، وسكنوا السودان، أو جلبتهم السلطات البريطانية، قبل الحرب العالمية الأولى للعمل في تشييد سد مكوار (سنار). وأكثر هجرة جماعية حدثت العام 1903م بعد معركة بورمي، حيث فرَّ حوالي 25.000 لاجئ فولاني، واستوطنوا حول النيل الأزرق، ومنحتهم السلطات البريطانية الأرض للفلاحة. ومن أعيان الفلاتة أحمد عمر، الذي جاء من أقليم سوكوتو في نيجيريا، واستوطن أم درمان، ثم نزح إلى جبال النوبا ووجه نداءً للفلاتة للالتحاق به، ويقيم الفلاتة في جبال النوبا في الفرشاية، التكمة، البرداب، وتقلي.
    وفي المبتدأ، كانت كلمة كردفان، ترمز إلى جبل كردفان، الذي يقع بالقرب من منطقة العين، إحدى محطات السكة حديد بين الأبيض والرهد. وهو اصطلاح أخذ عن قول الأهالي (كلدفار) أي يغلي، وكلد، هذا هو: آخر ملوك النوبا، الذين احتلت منهم قبيلة الغديات جبل كردفان، وكان من عادة هؤلاء، التنقل خلف المرعى والماء، فَوُجِد بذلك اسم كردفان شيوعاً، بين سائر السكان، حتى صار يغلب على بقية المناطق
    إن أهم ما يميز المجموعات "النوباوية" المتباينة –إضافة إلى عادات الأفراح والأتراح- التعدد اللغوي، حيث أن اللغة تلعب دوراً فعالاً في تحديد الفواصل العرقية بين هذه المجموعات. وهنا تجدر الإشارة إلى أن سهول جوس في نيجيريا وجبال النوبا في السودان، تعتبر من أكثر مناطق أفريقياً، تعدداً في اللغات، وفي هذين الإقليمين لتجدن القرى، التي تبعد بضع أميال عن بعضها البعض، تتحدث لغات مختلفة تماماً.
    هذه اللغات تطورت في غياب النفوذ الخارجي، حتى باتت تتميز بسمات لغوية خاصة. وقد أثبتت الجغرافيا والتاريخ أنه كلما استوطن الناس بكثافة في مناطق جبلية، كلما تعددت وتنوعت اللغات، وتركز التحدث بها في مجموعات صغيرة. ويعرف علماء اللسانيات، اللغة: بأنها وسيلة للتخاطب والتخابر بين البشر، أما اللهجة فهي الاستخدامات المختلفة للغة الواحدة بين الشعب الواحد، أو المجتمعات المختلفة، فمثلاً لهجة الشايقية، في إطار اللغة العربية السودانية، أو لهجة البقارة وغيرهما.
    جبال النُّوبا "غِيابٌ آنِيٌ لِحُضُورٍ آجِلٍ"إثنيةٌ تُسافِر بين احتراقِ الدَمِ.. ومساراتِ الخَوْفِ
    يدل النقاء اللغوي المبين، في جبال النوبا، على مقدار تمسك النوبا بثقافاتهم واعتزازهم بهويتهم، رغم تفشي الحروب القبلية، وانتشار تجارة الرق على أيدي عملاء الاستعمار في تاريخ المنطقة قديماً، وحديثاً بوسائل اختيار الفتنة، وخلق المشاكل السياسية،عبر اتخاذ سياسة لغوية وطنية، تحاول محو اللغات القومية الأخرى، وإزدراء وثقافات ومعتقدات النوبا.


                                           لغات النوبة
    مما سبق من تعليل لأهمية اللغة، قسم عالم اللغات الألماني/ كارل مانيهوف، اللغات النوباوية، إلى ثلاث مجموعات هي: لغة الجبال الستة، اللغات السودانية، واللغات التي تستخدم بادئة في ألفاظها. وتشمل المجموعة الأولى، نوبا جبل داير، دلنج، كدر، هبيلا، مجموعة كاركو (التي تضم دلمان، كندوكر، كوكندبكيرا، كاشا، وشيفر، مجموعة خلفان (بالإضافة إلى جبال مورونج)، مجموعة كدرو، مجموعة والي (والي بوباي، والي كوروم، ووالي أبو سعيدة)، أبو جنوك، طبق، وفجيرات (وتضم كيجا، شنشان، بوشا، سيجا، طبق، وأبو قرين)، فندا، كونيت (وتعرف باسم كجورية)، دبري، مجموعة نيمانج، ومجموعة مندل. باستثناء نيمانج ومندل وأفيتي في جبل داير،تتحدث هذه المجموعات لغة واحدة وشبيهة بلغة الدناقلة في شمال السودان .
    وتعتبر لغات الجبال الستة – لغة النيمانج بالتحديد – وتيمين، وبعض لغات النوبيين في شمال السودان، ومجموعة الداجو تعتبر من مجموعة اللغات السودانية الشرقية، التي صنفها العالم/ قرينبيرج في قسم شاري – النيل، والذي ينتمي إلى لغات الصحاري النيلية.
    وحسب تصنيف قرينبيرج، تنقسم لغات النوبا، إلي مجموعتين: المجموعة الكردفانية، التي هي فرع من النيجر الكردفاني، حيث أن الفرع الآخر هو النيجر – الكونغولي، والمجموعة الثانية هي: شاري ـ النيل. ويقول علماء اللسانيات إن لغات النوبا تنتمى إلي فصائل مختلفة، وعليه يمكن تقسيم النوبا إلي عشر مجموعات لغوية.:
    1- مجموعة (الأجانق)،:
    التي تقطن المناطق الشمالية والغربية، من جبال النوبا، ولها إرتباط لغوى مع النوبيين في شمال السودان، وجنوب مصر. تعتبر هذه المجموعة من المجموعات العرقية الكبيرة، وتضم قبائل جبال الداير ـ كدر ـ كدرو ـ دلنج ـ غلفان ـ كاركو، أو ما يعرف بالجبال الستة، وكذلك والي، أبو جنوك، طبق، كاشا، وشيفر (شمال شرق الجبال) فندا، كجورية.
    2- مجموعة تقلي:
    ، تشمل تقلي نفسها، رشاد، كيجاكجا، تقوى، توملي، موريب، وتورجوك.
    3- مجموعة النيمانج،:
    وتشمل قبيلة النيمانج، مندل، وأفيتي في الجانب الشرقي من جبل الداير، فالنيمانج ينحدرون من منطقة كوجيا الواقعة غرب الأضية، غرب كردفان (دارفور الحالية)، فالنيمانج هم النوبا الوحيدون الذين يتسمون بأسماء، ترجع لمنطقة دارفور، مثل الفاشر ودارفور.
    4- وحدة كتلا:
    التي تضم قبيلة كتلا، جلد، ونيما.
    5- مجموعة تلشي :
    ـ كرنقو في المنطقة الجنوبية من جبال النوبة، وتضم تلشي، كيقا، ميري، كادقلي، كاتشا، كرنقو، وجزء من أبو سنون.
    6- مجموعة تيمينك
    ، وتشمل قبيلة تيمين، كيقا جيرو، تيسى أم دنب، وجزء من والي، وتتفرع قبيلة والي نفسها إلي والي بوباي، والي الشوك، والي أم كرم، والي كرندو (جوار كجوية)، ووالي أبو سعيدة.
    7- مجموعة كواليب
    ـ مورو، وتضم كواليب، هيبان، شواي، أطورو، تيرا (الأخضر، ماندي، ولمون)، مورو، كما تشمل هذه المجموعة فنقور، كاو، نيارو، وورني في أقصى جنوب شرق الجبال في المنطقة المتاخمة للنيل الأبيض.
    8- مجموعة تلودي:
    ـ مساكين، وتشمل تلودي، الليري، مساكين (طوال وقصار)، أشرون، تاكو، تورونا، كوكو، لمون.
    9- مجموعة لافوفا:
    ، وتضم لافوفا نفسها وأميرة.
    10 مجموعة داجو
    :وتضم داجو، لقوري، صبوري، تالو، وشات (الدمام، صفية، وتبلدية) ومجموعة صغيرة في أبو هشيم وأبو سنون.
    وقد اعتبرت حكومات المركز المتعاقبة، اللغات واللهجات المحلية –بما فيها لغات النوبا- أحد العوائق التي تعرقل مسيرة الوحدة الوطنية في السودان، وقد سماها البعض رطانات (جمع رطانة وتعني لغواً لا يفهم).
    اقتصاديات المنطقة:
    تمثل ولاية جنوب كردفان، احتياطياً استراتيجياً مهماً،في رصيد الإمكانيات القومية للسودان. فهي تحتوي على ما يزيد عن 6 ملايين فدان من الأراضي الزراعية الخصبة المخططة، وما يزيد عن 25 مليون فدان من الغابات، وبها ما يزيد عن 4 مليون رأس من الماشية. وتوجد بها كميات كبيرة من خام الحديد تقدر بحوالي 350 مليون طن، وتحتوي أراضيها على احتياطي نفطي كبير، لم يتم تحديده بعد في الجزء الغربي من الولاية، وهي استراتيجياً، تجاور مواقع النفط الجاري تشغيلها في المناطق الجنوبية الغربية (آبار، هجليج، والوحدة)، وفي غربها يقع حقلي أبو جابرة وشارف. ويمارس النوبا نشاطات إنتاجية عديدة، تشمل العناية بالحيوان والصيد، والبحث عن المراعي، ولكن الزراعة التقليدية، تعتبر عماد اقتصادهم، كما أنها تعتبر من دون شك، أحد العناصر التي تميز النوبا عن جيرانهم الآخرين، وتنتج جبال النوبة نحو 6% من إنتاج البلاد من القطن، وحوالي 11% من السمسم و10% من الذرة. وتعتبر الأسرة الصغيرة، عموماً الوحدة الأساسية للإنتاج الزراعي، وهدفها تحقيق الإكتفاء الغذائي الذاتي لأفرادها، وتوظيف جزءاً من الفائض في التبادل التجاري مع مجموعات الجلابة في المنطقة.
    وقد استحدثت في العقود القريبة الماضية، نظم انتاجية، بدعم مباشر من البنك الدولي، ومؤسسات تنموية غربية، أحدثت تحولاً في العمليات الزراعية، يمكن وصفه بالنظام شبه التقليدي، إذ يرتبط بالأسرة الواحدة، كوحدة إنتاجية، ويزرع نوع المحاصيل نفسه، ويقوم على أسس الملكية،والإدارة نفسها، لكن مزارعه أكبر، ويعتمد على الآلات. كما لم تسلم المنطقة من التوسع الهائل، في مشاريع الزراعة الآلية، وارتباطها التام بالمحاصيل النقدية (الذرة – السمسم – الفول السوداني)، واعتمادها على مؤسسات التمويل والاستثمار الزراعي، بقطاعيه الخاص والحكومي. تمددت مشاريع الزراعة الآلية، وتجاوزت المليون فدان، ومازالت تمتد نحو الغرب، مزيلة مساحات واسعة من الغابات، ولم تسلم حتى أحزمة أشجار الهشاب، مما أدى إلى انهيار أنظمة تكامل الزراعة والرعي، وأدي تذبذب الأمطار والتغير المناخي، إلى التأثير على قدرة مزارعي جبال النوبا على التأقلم مع هذه المتغيرات، مما عرض معيشة ونمط قبائل النوبا، لهزات كثيرة، فمشاريع الزراعة الآلية، لم تفلح في تنمية المجتمعات المحلية، أو تطور وتقدم إمكانياتها الانتاجية –بل على العكس- ساعدت على تسريع عملية هدم النسيج الاجتماعي والنظام الاقتصادي لعشائر النوبا.
    و لله والحقيقة والتاريخ، نسلط الضوء على معاناة شعب النوبا، ونبدأها ببداية الزحف للقبائل العربية نحو الجبال، حين بدأت قبائل البقارة، والتي كانت تجوب سهول ولايات شمال كردفان وغرب دارفور نحو العام 1800 ميلادية، في التقدم بنشاط إلى أودية جبال النوبا، بحثاً عن المياه والمرعى لحيواناتهم المتزايدة، وتزامن قدومهم مع بداية غزوات الاسترقاق البغيضة. فأجبر النوبا على اللجوء الي الجبال، ومارسوا حرفتهم التقليدية، بزراعة أراضي المرتفعات، ذات التربة الجبلية الفقيرة نسبياً، وشيئاً فشيئاً،بدأت علاقة المقايضة التجارية، تربط بين المجموعتين العرقيتين في علاقة متبادلة، وإن لم تكن متسقة تماماً. وقد ذكر حاكم كردفان البريطاني: السير/جون سانمار 1917م – 1921م، في العقد الثاني من القرن العشرين، عن علاقات التعاون التي تمددت على الحدود الفاصلة بين النوبا والبقارة.
    وقد تراوحت هذه العلاقات المحلية، بين العدواة بين الأطراف المختلفة لقبائل البقارة، والتمازج مع النوبا (الزواج)، وإن تفاوتت درجة التمازج من منطقة لأخرى. لقد تفاقمت غزوات الاسترقاق، بصورة كبيرة إبان الحكم العثماني (التركية)، والتي بدأت باستيلاء حكام الخديوية المصرية على السودان العام 1821م. ولقد قام حكام كردفان، من قبل السلطات الاستعمارية، بشن العديد من الحملات العسكرية على جبال النوبا، بحثاً عن الذهب في جبال شيبون، وجلب العبيد، لكنهم لم يبذلوا أي محاولات جادة لحكم المنطقة مباشرة. كما ن اشتهار النوبا برياضة الصراع، قادت إلى القول، بأنهم يتمتعون بمؤهلات تجعلهم جنوداً مطيعين أقوياء، لقد عادت عليهم رياضتهم، بالوبال لتشجيعها استمرار حملات الاسترقاق بهدف الحصول على جنود محاربين. وبذلك وجد النوبا أنفسهم يحاربون خلال العهد العثماني (التركي)، وما بعده، ويشاركون في معارك بعيدة عن ديارهم، في الجزيرة العربية وشرق أوروبا وفلسطين ويوغندا، بل وفي المكسيك. وتحت تأثير هذه الدعوة أصبح أبناء منطقة جبال النوبا، منذ ذلك الوقت، وإلى الآن يمثلون جزءاً مهماً لكل القوات المحاربة في الجبهات المختلفة في السودان، الحكومية منها أو المعارضة على حد سواء.
    كان نهوض المهدية في الثمانينات من القرن التاسع عشر، قد جلب أيضاً مشاكل جديدة لشعب جبال النوبا، فلقد أيد بعضهم الإمام/ محمد أحمد المهدي، لاعتقادهم أنه قد يقود المسلمين إلى الخلاص من عذابهم، وبعض آخر قاومه. ولقد قدر لهذا الاختلاف في السلوك، تجاه دعوة الامام/ المهدي، أن يعتبر من خصائص سياسات الحكومات المركزية المتعاقبة تجاه النوبا في المستقبل، وذلك بتقسيمهم إلى فئتين: فئة متمردة على السلطة، وفئة أخرى صديقة لها. وبعد وفاة المهدي أرسل خليفته عبد الله التعايشي حملة عسكرية بقيادة حمدان أبو عنجة، والنور عنقرة (1886م – 1887م)، وتجريدة بقيادة عبد الباقي الوكيل (1890م)، وأخرى أكثر عنفاً بقيادة إبراهيم الخليل (1891م) لإخضاع سكان المنطقة، فلقى الآلاف من النوبا حتفهم، بينما استرقت أعداداً كبيرة منهم، وتم الترحيل القسري لآلاف أخرى، إلى مدينة أم درمان. لقد كانت ممارسات جنرالات المهدية (1884م – 1898م) ضد سكان المنطقة، ذات آثار وخيمة ومن سخرية القدر، وبعد قرن من الزمان أعاد التاريخ تكرار المأساة (1986- 1986م)، ووجد سكان المنطقة أنفسهم يعانون من سياسات أحفاد القيادات المهدية
    تواصلت التحرشات المستمرة لشعب النوبا، بعد هزيمة المهدية على يد القوات المصرية – البريطانية المتحالفة، وذلك في معركة كرري العام 1989م

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 6:42 am